الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد
مسألة: بعض آيات الصفات
قوله:
( فمما جاء من آيات الصفات قوله تعالى: رسم> وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ) قرآن>
رسم> [ الرحمن:27 ] آية>
شرح:
قد عرفنا أن صفات الله - تعالى - تنقسم إلى قسمين: صفات ذات، وصفات فعل، وأن الصفات الذاتية هي التي تلزم الذات، وتكون ملازمة للموصوف بها دائمًا لا تنفك ولا تنفصل في وقت من الأوقات، فهي جزء من ذات الشيء التي هي ماهيته وما يتكون منه.
فمثلا إذا قلنا: إن هذا الإنسان الماثل أمامنا يوصف بصفات ذاتية، وبصفات فعلية؛ فسمعه، وبصره، ولسانه، ويده، ورجله، وبطنه، وظهره أجزاء منه، وكذا أجزاؤه الباطنة كقلبه، ورئتيه، وكبده، وأمعائه هي أجزاء منه، فنحن نقول: إن الصفات الملازمة للموصوف هي صفات ذاتية.
فالله - سبحانه وتعالى - له المثل الأعلى، وقد أخبر عن نفسه بأنه متصف بصفات ملازمة له لا يمكن أن تنفك عنه، فمن ذلك هاتان الآيتان، فصفة الوجه صفة ذاتية؛ لا يمكن أن يكون بلا وجه في وقت من الأوقات، وقد ذكر الله - تعالى - صفة الوجه في عدة آيات منها هذه الآية: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وترد في مواضع كثيرة كقوله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وهذه الآيات كلها دالة على صفة الوجه، فإذا أثبته أهل السنة؛ فإنهم يقولون: نثبته كما ورد، ولكن لا نخوض في أكثر من ذلك، ولا نقول: إن وجه الله يشتمل على كذا وكذا، حيث إن ذلك يحتاج إلى دليل، وهذا هو القول الصحيح.
وأما الأحاديث فقد ورد - أيضًا - فيها كثيرًا إثباتُ صفة الوجه كقوله - صلى الله عليه وسلم - رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![رواه البخاري في التفسير برقم (4878)، ورواه المسلم في الإيمان برقم (180).](/site/books.png)
![رواه النسائي في السهو (3/54، 55)، والإمام أحمد في مسنده (4/264، 5/191)](/site/books.png)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![رواه مسلم في الإيمان برقم (179).](/site/books.png)
وأما قوله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وأما من أنكر صفة الوجه وهم جميع المبتدعة كالمعتزلة، ومن انضم إليهم كالرافضة على عقيدة الاعتزال، وكذلك الخوارج، ومنهم الإباضية - ينفون صفة الوجه لله تعالى، ويفسرونه بالذات، إذا جاءتهم الآيات التي فيها إثبات الوجه قالوا: المراد الذات، قال تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
الجواب: إن هذا وإن كان صحيحًا في اللغة؛ أنه يطلق الجزء على الكل - لكن لا شك أنها دالة على إثبات صفة الوجه، وأنه جزء من الذات، فإن النص على الوجه يدل على ثبوته، والذات تابعة للوجه، ويرد عليهم أيضًا بالأحاديث التي فيها التصريح بالوجه كقوله صلى الله عليه وسلم: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وتأولها بعض المتأولين، وقالوا: المراد بالوجه عند العرب الجانب أو ما يعبر عنه بالبعض، أو نحو ذلك، ويقولون مثلا: وجه هذه المسألة كذا وكذا، أو وجه هذا الجواب كذا وكذا، فيحملونه على أنه: ما يفهم منه، أو ما يفسر به؛ ولكن هذا يصعب عليهم تأويله في الأدلة الكثيرة.
مسألة>